جديد الصحراء :
في خرجة متوقعة من إعلام جنرالات الجزائر مباشرة بعد فوز المنتخب الوطني المغربي ضد تنزانيا بثلاثة أهداف لصفر، أعلن الإعلام الجار عن نهاية اللقاء بالتعادل ثلاثة أهداف في كل شبكة، وكأن الزملاء الجزائرين يتابعون بطولة أخرى غير كأس الأمم الإفريقية، أو يعانون من مشاكل في ضعف صبيب الأنترنت.
ففي الوقت الذي أشاد فيه العالم بأداء المنتخب الوطني المغربي، ووصفه بالأفضل منذ انطلاقة البطولة، والتأكيد على ترشيحه ليكون من بين أكبر المرشحين لإحراز لقب هذه النسخة، إلا أن الإعلام الجزائري انبرى في حملة مسعورة، لمحاولة تشويه نتيجة المقابلة، وتبخيس التفوق الواضح لأشبال وليد الركراكي فوق أرضية ميدان ملعب لوران بوكو، والذي شاهده الملايين ممن تابعوا المقابلة.
وبدل أن يشيد الجزائريون بنتيجة جيرانهم، والكف عن الإساءة لهم، كما أوصى بذلك نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، انخرط الجزائريون في حملة شعواء ضد الكرة المغربية، موجهين الاتهامات يمينا ويسارا ضد الجامعة الملكية لكرة القدم، ورئيسها السيد فوزي لقجع، حيث يبدو أن النجاحات التي حققتها كرة القدم المغربية، باتت مصدر ازعاج كبير للنظام العسكري الجزائري، وتقض مضاجع إعلامه الموجه لخدمة أجندة الكبرانات، خاصة في ذلك حالة التخبط والاخفاقات التي تعرفها الكرة الجزائرية، وملامح اقصاء مبكر من دور المجموعات، باتت تلوح في الأفق، بعد إخفاق محاربي الصحراء في الفوز على المنتخب الأنغولي المتواضع، والاكتفاء بنقطة يتيمة.
غير أن ما رفع من ضغط إعلام الجيران لا علاقة له بالمقابلة ولا بنتيجها، بل تجلى ذلك في الظهور القوي للإعلام المغربي الذي أحدث إنزالا هو الأكبر في تاريخ كرة القدم الإفريقية، عدة وعتادا ومن مختلف جهات المملكة، وهي العملية التي تجند لها إعلاميو المملكة برئاسة المايسترو إدريس شحتان، وبدعم كامل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والوزارة الوصية، مسجلين بذلك أول أهداف المغرب حتى قبل صافرة بداية مباراة تانزانيا.
حملة لن تؤثر في مسيرة التألق التي يحققها أسود الأطلس على أكثر من صعيد، والذي بلغ أوجه في مونديال قطر 2022، بتحقيق الانجاز التاريخي وغير المسبوق في تاريخ الكرة العربية والإفريقية، فيما يبدو أن الأسود قد قرروا الزئير عاليا في كوت ديفوار، مصممين على انتزاع اللقب القاري، لإسعاد الملايين من المغاربة، فقافلة كرة القدم المغربية تسير نحو المزيد من الانتصارات، وكلاب الجزائر ستظل تنبح، ولا عزاء للحاقدين.