جديد الصحراء :
احتضنت جماعة تفاريتي بإقليم السمارة، فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية الولي الصالح بلاو في دورته الخامسة عشرة، في احتفالية دينية وثقافية متميزة، ترأسها عامل إقليم السمارة، السيد إبراهيم بوتوميلات، إلى جانب وفد رسمي ضم منتخبين محليين، ومسؤولين مدنيين وعسكريين، وشخصيات دينية واجتماعية وثقافية مرموقة.
وقد انطلقت فعاليات هذا الحدث الديني بتلاوة الفاتحة عند ضريح الولي الصالح، وسط أجواء روحانية مهيبة، أعقبها تلاوة جماعية للقرآن الكريم، وابتهالات دينية عكست عمق الارتباط بالموروث الروحي للمنطقة، كما تميزت المناسبة بأداء المدائح النبوية وإنشاد القصائد الدينية، في تأكيد على الدور التاريخي للزاوية كمركز إشعاع ديني يكرس قيم التآخي والتلاحم بين أبناء الصحراء.
وتميز هذا الموسم الديني بالحضور المميز والبارز للسيد إبراهيم ولد باهية ولد النوف، شيخ قبيلة الشرفاء الرقيبات أولاد موسى أهل بلاو، الذي كان له الدور الكبير والهام في إنجاح فعاليات هذا الحدث الديني، حيث كان له دور محوري في إنجاح فعاليات الموسم، من خلال سهره على توفير جميع الإمكانيات اللازمة، والتنسيق مع الجهات المعنية، وتواصله الدائم مع المشاركين والزوار.
وخلال هذه المناسبة الدينية، تم استحضار المسيرة الحافلة بالعطاء لأحد الحفدة البارزين للولي الصالح بلاو وهو الشيخ باهية ولد النوف، الذي يعد من أبرز أعلام المقاومة وجيش التحرير بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي ترك بصمة خالدة في تاريخ الصحراء. وقد نوه الحضور بمناقبه العالية، وحكمته الواسعة، ورؤيته الثاقبة في معالجة القضايا التي تهم مجتمع الصحراء، كما تم التذكير بدوره المحوري في تعزيز قيم التضامن والتآزر بين القبائل الصحراوية.
ليختتم هذا الحدث بتلاوة برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وابتهل الحاضرون إلى العلي القدير بأن يحفظ جلالته، وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وتضرعوا إلى المولى عز وجل بأن يتغمد بواسع مغفرته ورضوانه جلالتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما، وأن يكرم مثواهما، ويسكنهما فسيح جناته.
ويشكل الموسم الديني السنوي لزاوية الولي الصالح بلاو، مناسبة سنوية تحظى بمكانة خاصة في الأقاليم الجنوبية، يجتمع فيها أبناء القبائل الصحراوية المغربية لإحياء ذكرى الولي الصالح بلاو دفين منطقة ربيب بلاو، حيث تعد الزاوية محط احترام وتقدير بفضل دورها الروحي العريق في نشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة وترسيخ القيم الأصيلة التي تعزز روابط الوحدة والتضامن والتآخي بين القبائل الصحراوية.
