جديد الصحراء : محمد كنتور
إلى العاصمة الروحية للأقاليم الجنوبية، حجّ أعضاء الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلسي النواب والمستشارين، للمشاركة في فعاليات اللقاء التواصلي المنظم بمدينة السمارة تحت شعار: “الأقاليم الجنوبية للمملكة.. دينامية تنموية متواصلة”.
هذا الموعد السياسي والتنظيمي شكل مناسبة للتأكيد على عمق الحضور الاستقلالي في هذه الربوع من المملكة، وتجديد الالتزام بمسار النضال الوطني الذي ميز الحزب عبر مختلف محطاته التاريخية.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال سيدي محمد ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إن انعقاد هذا اللقاء التواصلي الأول من نوعه بمدينة السمارة يجسد ارتباط الحزب بقضايا الوطن الكبرى، ويترجم الوفاء العميق لروح النضال الاستقلالي المتواصل. واعتبر أن محطة اليوم تمثل فرصة لتبادل الأفكار والاقتراحات، ولتعزيز الثقة بين مناضلي الحزب وعموم الساكنة، انسجاما مع مبادئ التضامن والتلاحم الوطني.
وأكد ولد الرشيد، في كلمة له أمام منتخبات ومنتخبي جهة العيون الساقية الحمراء أن السمارة كانت على الدوام رمزا للوحدة الوطنية، وفضاءً للصمود في وجه قساوة الظروف الطبيعية وصعوبة التحديات، مشيرا إلى أن هذه المدينة احتفظت بمكانتها التاريخية كعنوان للارتباط الوثيق بالقضية الوطنية والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وأضاف أن هذا اللقاء بالذات يكتسي قيمة رمزية كبيرة، بالنظر إلى دلالاته التاريخية وما يعكسه من إشعاع سياسي وتنظيمي للحزب.
وأوضح رئيس مجلس المستشارين أن المسيرة التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية اليوم تمثل نموذجا فريدا للاستقرار والنهضة الاقتصادية والاجتماعية، مبرزا أن هذه الدينامية ليست وليدة الصدفة، وإنما ثمرة للرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من هذه الأقاليم فضاءً للنموذج التنموي المندمج، وجسرا لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، بما يرسخ مكانة المغرب قاريا ودوليا.
ولفت القيادي الاستقلالي إلى أن حجم الإنجازات المسجلة في الأقاليم الجنوبية يفرض مضاعفة الجهود لتعزيز المكتسبات، وذلك من خلال تنزيل مشاريع جديدة في ميادين التشغيل والصحة والتعليم والبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، بما يستجيب لانتظارات الساكنة، ويمنح للشباب والنساء مكانتهم في المسار التنموي المتواصل.
كما أبرز سيدي محمد ولد الرشيد أن حزب الاستقلال، من موقعه التاريخي، سيظل وفيا لمساره النضالي الممتد، وحريصا على الدفاع عن الثوابت الوطنية في مواجهة كل المناورات والدعايات المضللة التي تستهدف الوحدة الترابية للمملكة. موردا أن الحزب بما راكمه من تجربة ورصيد نضالي، عازم على تعزيز ثقة المواطنين واستعادة مكانته كقوة سياسية وازنة في المشهد الوطني.
ولم يفوت القيادي الاستقلالي الفرصة للتنويه بدور المنتخبين والفعاليات المحلية في الدفع بعجلة التنمية، مذكرا بأن العمل الحزبي الميداني لا ينفصل عن الجهود المؤسساتية والرسمية التي تبذلها الدولة من أجل الارتقاء بالمنطقة، ومشددا على أن الحزب سيظل مدرسة في الوطنية، وفضاءً لتخريج الأطر والكفاءات التي تنخرط في خدمة الوطن.
واختتم سيدي محمد ولد الرشيد كلمته بالتأكيد على أن اللقاء التواصلي بالسمارة يرسخ صورة الحزب كقوة سياسية نضالية أصيلة، تعكس قيم الوطنية والتضحية التي زرعها الآباء المؤسسون، ويجدد العهد مع المواطنين على مواصلة المسيرة، في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، بما يحفظ للمغرب وحدته ويضمن لأقاليمه الجنوبية المزيد من التقدم والازدهار.
