جديد الصحراء :
شهد مجلس الأمن الدولي اليوم ، جلسة مغلقة خُصصت لمناقشة مستجدات ملف الصحراء، وسط مؤشرات على انفتاح دبلوماسي قد يقود إلى تهدئة إقليمية خلال الأشهر المقبلة، تمهيدًا لإقرار خارطة طريق نحو تسوية النزاع.
وخلال الجلسة، دعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستافان دي ميستورا، أعضاء المجلس إلى استغلال ما وصفه بـ”الزخم المتنامي” لدفع جهود الحل السياسي. وأكد أن “الأشهر الثلاثة المقبلة تتيح فرصة لتحقيق تهدئة إقليمية، ووضع خارطة طريق متجددة لحل النزاع”.
ولفت دي ميستورا إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدولة الفرنسي، جان نويل بارو، إلى الجزائر، والتي ساهمت – حسب قوله – في خفض منسوب التوتر الناتج عن الدعم العلني الذي أبداه الرئيس إيمانويل ماكرون لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
من جهته، قدم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة “المينورسو”، ألكسندر إيفانكو، تقريرًا ميدانيًا أمام أعضاء المجلس، أشار فيه إلى استمرار جبهة البوليساريو في رفض دعوات التهدئة، رغم عدم قدرتها على تغيير الوضع عسكريًا أو التأثير على القوات المسلحة الملكية، التي وصفها بأنها “تتحلى بضبط النفس” و”تتمتع بقدرات عسكرية كبيرة”.
وكشف إيفانكو أن الجبهة رفضت مقترحه بإرساء هدنة خلال شهر رمضان، بينما قبلته القوات المسلحة الملكية مع احتفاظها بحق الرد على أي هجمات، مشيدًا في الآن ذاته بـ”مستوى التعاون الكبير” بين القوات المغربية وبعثة الأمم المتحدة، من خلال دوريات برية وجوية وتنسيق ميداني دائم.
وفي معرض حديثه عن مستجدات المنطقة، أشار إيفانكو إلى أن بعثة “المينورسو” رصدت أشغال تعبيد طريق بطول 93 كيلومترًا، يربط مدينة السمارة ببوابة أمغالا على الجدار الرملي المؤدية إلى موريتانيا.