جديد الصحراء
أثار السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في عرضه السياسي خلال الدورة العادية للمجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالسمارة، جملة من القضايا التي تشغل الرأي العام المحلي في العاصمة العلمية للأقاليم الجنوبية، سواء ما تعلق بالأشواط التي قطعها الحزب في تنزيل العهود والوعود التي قدمها في برنامجه الانتخابي، أو قضايا التنمية وتطوير البنية التحتية، وإسكان ساكنة المخيمات، بالإضافة إلى أزمة البطالة وسبل التخفيف من وطأتها في صفوف الشباب، وضرورة إدماجهم في سوق الشغل.
واستهل ولد الرشيد كلمته بالتنويه بالسيد مولاي إبراهيم الشريف، رئيس جماعة السمارة، وكافة المنتخبين بمختلف انتماءاتهم السياسية، سواء من الأغلبية أو المعارضة، معتبراً أن التناغم في عملهم أثمر عن وضع المدينة على المسار الصحيح لكسب مختلف الرهانات التنموية بالإقليم، لافتا إلى أن الانتصار على الإكراهات البنيوية والتحديات المركبة يستدعي الكثير من التضحيات، والعمل الجاد لتحقيق آمال وتطلعات الساكنة.
وأشار القيادي في حزب الاستقلال، والذي ترأس أشغال الدورة، إلى أن إسكان قاطني المخيمات لطالما شكّل هاجساً شخصيا له وللمنتخبين والسلطات المحلية وعلى رأسها والي جهة العيون الساقية الحمراء السيد عبد السلام بيكرات ، والذين حق لهم اليوم أن يفخرو ويمدو أرجلهم نظير نجاحهم في كسب هذا الرهان بإعلان السمارة مدينة بدون صفيح، وهو ورش ملكي خالص، كان لحزب الاستقلال شرف الانخراط الفعلي في إنجازه ومواكبة تنزيله، تماشياً والعناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لرعاياه الأوفياء بهذه الربوع يضيف ولد الرشيد .
وأعرب السيد مولاي حمدي ولد الرشيد عن إعجابه الشديد بالعرض السياسي الذي قدّمه رئيس جماعة السمارة، واصفاً إياه بالشامل والوافي، حيث عكس رؤية تنموية متقدمة تلامس مختلف انشغالات السكان، سواء على المستوى التنموي أو الثقافي أو في الشأن الاجتماعي والرياضي، مؤكدا أن السمارة تحظى بأولوية خاصة ضمن أجندته السياسية، وتشكل شغله الشاغل في إطار الترافع من داخل الأغلبية الحكومية، التي يُعد حزب الاستقلال أحد أعمدتها الأساسية وأضلعها المحورية .
وأكد عضو اللجنة التنفيذية أن أداء المنتخبين الاستقلاليين بالسمارة يمثل مفخرة حقيقية، مشيراً إلى أن الفيصل بين المنتخبين والمواطنين هو العمل والالتزام بالوعود، باعتبار ذلك ميثاق شرف يُقيّم من خلاله الأداء، بين نيل الدعم أو ممارسة العقاب الانتخابي بحق من يُخلف وعوده أو يفشل في تحقيق تطلعات الناخبين.
وأوضح ولد الرشيد أن اختياره للمهندس إبراهيم الشريف لقيادة سفينة الحزب بالسمارة لم يكن بدافع انتماء قبلي أو ولاء حزبي، بل جاء نتيجة للثقة في كفاءته وقدرته على تحقيق التنمية المنشودة، نظراً لخبرته باحتياجات المدينة، وتوفّره على رؤية ومشروع متكامل لكسب التحديات المطروحة، بالنظر إلى الدور المحوري الذي تضطلع به المجالس الجماعية في تجويد الخدمات، والنهوض بالبنية التحتية، سواء على مستوى تعبيد الطرق، أو تعزيز الإنارة العمومية، أو تحسين الخدمات الإدارية المقدمة للمواطنين.
وفي ما يتعلق بأزمة البطالة والتشغيل، شدد ولد الرشيد على أن حزب الاستقلال يراهن على تهيئة الأرضية المناسبة لجذب الاستثمارات إلى السمارة، وتعزيز حضور القطاع الخاص، الغائب بشكل شبه كلي عن المدينة، داعيا الشباب إلى تصحيح أخطاء التوجيه، والحرص على الحصول على شواهد تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل، لافتاً إلى أن محاربة البطالة تندرج ضمن اختصاصات الحكومة والقطاعات الوزارية، وليست من مهام المجالس المنتخبة.
واختتم ولد الرشيد عرضه السياسي القيم بدعوة منتخبي الحزب إلى العمل المتواصل والتواصل المستمر مع الساكنة، معتبراً أن التصويت ليس مجرد عملية ميكانيكية تنتهي بانتهاء الانتخابات، بل هو أمانة وتشريف يفرض بذل كل الجهود والتضحيات لتحقيق آمال وتطلعات المواطنين.